الصحة السمعية

“الديسيبل”… نسمع عنه لكن نجهله

الصوت هو حركة اهتزازية (موجية) تنتقل عبر وسيط يكون عادة الهواء، لتصل إلى الأذن، و الديسيبل وحدة لقياس شدة الصوت بالنسبة لقدرتنا البشرية على السماع، وتشكل مقياسا يستخدم لتقييم مخاطر تعرض الشخص للأذى نتيجة سماع صوت معين أو ضوضاء.

ويشكل رقم 85 ديسيبلا على مقياس شدة الصوت عتبة يؤدي بلوغها أو تجاوزها إلى إصابة سامع الصوت بأضرار في الأذن قد تكون دائمة.

كما يمثل التلوث الضوضائي أيضا خطرا على الأذن والسمع، ويعرف هذا التلوث بأنه الضجيج المفرط الموجود في البيئة والذي يؤدي إلى أضرار صحية على البشر، مثل مشاكل السمع وزيادة مخاطر أمراض القلب.

ومن الأمثلة على التلوث الضوضائي أصوات محركات الطائرات في المناطق القريبة من المطارات، آليات منشآت البناء وضجيج المصانع وأصوات حركة السيارات ووسائل النقل في المدن المكتظة.

الصوت

وينتقل الصوت في أوساط عدة بالإضافة إلى الهواء مثل الماء، كما يحدث عندما تسمع صوتا وأنت غاطس تحت الماء، وفي المواد الصلبة كما كان الكثيرون يسمعون صوت القطار عبر وضعهم آذانهم على سكة الحديد المعدنية.

وينتج الصوت عن طاقة تنتقل من مصدره ضاغطة على الهواء ومؤدية لحدوث اهتزازات، وعند وصول الصوت إلى الأذن فإن هذه الاهتزازات تنتقل إلى الداخل ليتم نقلها كإشارات عصبية إلى الدماغ.

ويمر الصوت بعدة مراحل قبل أن يتم إدراكه وفهمه بشكل صحيح من قبلنا.

  1. يصل الصوت كموجات إلى الصيوان وقناة الأذن منتقلا إلى الطبلة.
  2. تهتز طبلة الأذن وفقا لموجات الصوت، مما يؤدي لاهتزاز ثلاث عظيمات دقيقة موجودة في الأذن الوسطى، وهي المطرقة والركاب والسندان.
  3. تنتقل اهتزازات العظيمات إلى القوقعة في الأذن الداخلية التي فيها سائل يهتز وفقا لحركة العظيمات.
  4. يؤدي اهتزاز السائل إلى حركة خلايا شعرية خاصة موجودة في الأذن الداخلية، مؤدية إلى تكوين إشارات عصبية.
  5. تنتقل الإشارات العصبية عبر العصب السمعي إلى الدماغ.
  6. يقوم الدماغ بتحليل وإدراك الصوت، كأن يخبرك مثلا أنه صوت صفارة إنذار، أو صوت بائع الخضار.

 الديسيبل

أما الديسيبل (واختصارها dB) فهي وحدة للتعبيرعن شدة الصوت مقارنة مع قدرتنا البشرية على سماعه، وعليه فإن أخفض صوت يمكن للأذن البشرية سماعه -والذي يقارب درجة السكون أو الصمت- هو صفر ديسيبل، أما الصوت الذي شدته أكثر بعشر مرات من مستوى صفر ديسيبل فيكتب عشر ديسيبلات.

والديسيبل هي وحدة لوغاريتمية، أي أن الصوت الذي هو أشد من صوت السكون بمائة ضعف (أي 10 أس 2) يكتب عشرين ديسيبلا، أما الصوت الذي هو أشد بألف مرة من درجة السكون فيكتب ثلاثين ديسيبلا.

ووفقا للمؤسسة الوطنية للصمم واضطرابات التواصل الأخرى بالولايات المتحدة فإن الأصوات التي تبلغ قوتها 85 أو أكثر تشكل خطرا على الأذن، إذ أنها تؤدي إلى ضرر مؤقت أو دائم في السمع، وذلك عبر:

  1. إحداث ثقب مباشر في طبلة الأذن.
  2. تدمير العظيمات في الأذن الوسطى.
  3. حدوث أضرار في الخلايا الشعرية في الأذن الداخلية وموتها.

وهذا جدول يبين شدة أصوات معروفة وتأثيرها على السمع:

decibel

كيف نحمي الأذن من الضجيج؟

  1. قراءة القائمة السابقة أعلاه جيدا، ومعرفة أي من الأصوات التي تؤدي لإحداث ضرر في الأذن، وهي تلك التي تبلغ شدتها 85 ديسيبلا أو أكثر.
  2. ارتداء سدادات للأذن، أو أية وسائل واقية لحماية السمع عند المشاركة أو العمل في بيئة فيها ضجيج.
  3. الحذر من الأصوات المؤذية في البيئة، مثل صوت مجفف الشعر والدراجات النارية.
  4. حماية الأطفال من الضجيج، و وضع لهم سدادات للأذن إذا كانوا سيتعرضون له.
  5. تعليم الأطفال استعمال مشغلات الصوت بطريقة صحية لا تؤذي الأذن.
  6. عند الشك في ضعف السمع، علينا مراجعة الطبيب وإجراء فحص للسمع.

كمال العباسي

شغفي بالصحة السمعية غير متناهي، فكلما غصت فيه زادت رغبتي في اكتشاف المزيد و مشاركتكم اياه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى