طنين الاذن

كيف تتعايش مع طنين الأذن

حتى الآن، لم يتم التعرف بدقة على الصفير أو الأزيز، أو ما يسمى بـ: طنين الأذن، و يعتبر من بين الإعاقات غير المرئية، بحيث يساهم عدم وجود بروتوكول صحي منسق في تدهور الحالة الصحية العامة لمن يعانون منه،

وفقًا لمسح صحي، اتضح أنه من 14 إلى 16 مليون شخص يعانون من هذه الأعراض، و 1 من كل 2 شخص لم يتحدث أبدًا مع طبيبه حول هذا الموضوع .

و من الضروري في المقام الأول تحديد ما إذا كان حدوث هذه الأعراض في 98 ٪ من الحالات لا يخفي أشكالًا من الأمراض الخطيرة، مع ضرورة إجراء الفحوصات المناسبة للتأكد، كما أنها ستتيح إمكانية إعداد الدعم الشخصي النفسي المناسب.

ما هو طنين الأذن؟

يشير طنين الأذن إلى أصوات تسمع باستمرار أو بشكل متقطع “في الأذن” أو “في الرأس” بدون مصادر بيئية، تؤثر هذه الظاهرة الشائعة على حوالي 15٪ من السكان في مرحلة ما من الحياة. و في 95٪ من الحالات يكون الطنين غير خطير، بحيث تتنوع أصول طنين الأذن، لكنها غالبًا ما ترتبط بفقدان السمع الذي يظهر بعد صدمة سمعية أو تآكل الأذن المرتبط بالعمر، قد تكون مصحوبة بعدم تحمل الضوضاء (احتداد السمع).

ear disease

كيف نتعامل مع طنين الأذن؟

إن تأثير طنين الأذن متغير للغاية: من الانزعاج البسيط إلى التأثير السلبي الدائم على حياة الفرد، كما يؤدي طنين الأذن إلى إعاقة الحياة اليومية للمصاب، ويمكن أن يؤثر على مجريات الحياة (صعوبة النوم، والتركيز) ويسبب حالات من القلق التي يمكن أن تؤدي إلى الاكتئاب، بعض الأشخاص لا يستشيرون مختصا في هذا المجال، كما يلجأ الآخرون للتحقق فقط من عدم وجود أي شيء خطير لديهم ومعرفة العلاج المحتمل لذلك.

و يقوم آخرون (25٪) باستشارة العديد من المعالجين على التوالي بحثًا عن حل من المرجح أن يقضي تمامًا على طنين الأذن لديهم، على الرغم من أنه غالبًا ما يسبب في البداية ضائقة كبيرة، إلا أن طنين الأذن يميل إلى التلاشي بمرور الوقت من خلال عملية الابتعاد، فهي عملية تعود اعتمادًا على الموضوعات وحالة القلق والتوتر لدى المصاب، تستغرق هذه العملية من عدة أشهر إلى عدة سنوات، لكن يجب على المصاب أن يتعلم الإبتعاد تدريجيًا عن هذا الإدراك الطفيلي للطنين، و تجاهله، تمامًا كما يتجاهل تلقائيًا معظم المحفزات الداخلية أو الخارجية( البيئة المحيطة) و التي تصل في كل لحظة إلى الدماغ.

يتكون العلاج أولاً وقبل كل شيء من معالجة السبب عندما يكون ذلك ممكنًا: استخراج سدادة شمع الأذن، وزراعة طرف اصطناعي للعظمية، واستخراج أو إزالة الورم العصبي.

الاضطرابات المرتبطة

يجب أيضًا علاج ارتفاع ضغط الدم والاضطرابات الأيضية أو الهرمونية والتوتر والقلق أو الاكتئاب.

منذ تسعينيات القرن الماضي، قام الأخصائيون بالجمع بين “العلاج بالضوضاء” و “التوجيه النفسي” الذي يتألف من شرح للمريض كيفية توليد طنين الأذن ومعالجته من قبل الدماغ لمنع العواقب السمعية والنفسية للسلوك غير المناسب.

اعتمادًا على ضعف السمع ومدى الانزعاج، يتكون العلاج بالضوضاء من تجنب بسيط للصمت أو الاستماع اليومي الطوعي للضوضاء سواء كانت مرتبطة بارتداء المعينات السمعية أم لا.

الطب غير التقليدي هو وسيلة مساعدة فعالة في مكافحة الإجهاد، في الحالات الصعبة، يمكن أن يكون استخدام العلاجات المعرفية والسلوكية فعالاً للغاية.

الجذير بالعلم أنه من الضروري تعلم كيفية التعامل مع طنين الأذن، و من المهم إعطاء أقل أهمية ممكنة له، ليعيش الشخص المعاني حياة طبيعية لحماية  نفسه من التعرض للضوضاء المفرطة.

بفضل تأثير جمعيات المرضى، يتم إنشاء فرق متعددة التخصصات، تمنح المصاب ما لم يتحصل عليه عن طبيب الأنف والأذن والحنجرة والمعالج النفسي وأخصائي تقويم السمع، حيث يمكن للمرضى الحوار فيما بينهم و هذه الجمعيات لاتخاذ قرار مشترك بشأن زوايا الرعاية الأكثر ملاءمة لكل حالة.

وجهات نظرعلاجية

يتم اختبار العديد من التقنيات من قبل فرق متخصصة منتشرة في جميع أنحاء العالم، و من المرجح أن يجلب هذا البحث علاجات جديدة لطنين الأذن في السنوات القادمة

ما الاحتياطات التي يجب اتخاذها عند الإصابة بطنين الأذن؟

  • تجنب التعرض للأصوات المهنية الصناعية من خلال ارتداء أدوات الحماية (ارتداء سماعات الرأس) عند الضرورة.
  • تجنب الصمت بتفضيل الاستماع إلى ضوضاء خلفية منخفضة الشدة (وهذا يجعل التعود عليها أسهل).
  • الابتعاد عن العزلة، و الحرص على الحفاظ على اندماج اجتماعي متكامل، من خلال التواصل مع جمعيات متخصصة في المجال والمشاركة في مجموعات النقاش أو ورش العمل العلاجية.
  • تجنب الإفراط في تناول الكحوليات والذي يؤدي في كثير من الأحيان إلى تفاقم الطنين.
  • تجنب استهلاك المنبهات والمنشطات (القهوة ، الشاي ، الكوكاكولا).
  • تبليغ الطبيب المعالج بانتظام بالمعاناة من طنين الأذن لتجنب تناول الأدوية السامة للأذن التي قد تؤدي إلى تضخيم الطنين.
  • ممارس الرياضة و تعلم أسلوبًا للتخلص من التوتر و / أو التحكم فيه بشكل أفضل.

ماذا عن احتداد السمع؟

ينتج عن فرط حساسية السمع وعدم تحمل بعض الأصوات اليومية،

و لذلك فإن أسباب احتداد السمع متنوعة، ومع ذلك، من المتفق عليه شرح هذه الظاهرة بعد التعرض الطويل جدًا لأصوات عالية جدًا أو صدمة أو بعد إصابة الأذن، ولكن قد تكون هناك أمراض أخرى.

فمن الضروري أيضًا استشارة طبيب الأنف والأذن والحنجرة المتخصص في مثل هذه الأعراض.

يمكن أن يسبب فرط الحساسية أيضًا أعراضًا أخرى مثل الألم والتوتر والإرهاق والغثيان والصداع النصفي، و في كثير من الأحيان يكون الأشخاص الذين يعانون من طنين الأذن عرضة لاحتداد السمع، و على العكس من ذلك، قد يصاب الأشخاص المصابون باحتداد السمع بطنين الأذن.

للحصول على العلاج و الحماية من احتداد السمع، يجب على المصاب حماية نفسه من الضوضاء المفرطة، وتقليل التوتر والقلق، بحيث يخضع المصاب لإعادة تهيئة أذنه تدريجيًا إلى ضجيج الحياة اليومية.

كمال العباسي

شغفي بالصحة السمعية غير متناهي، فكلما غصت فيه زادت رغبتي في اكتشاف المزيد و مشاركتكم اياه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى