طنين الاذن

طنين الأذن، عاصفة تحت الجمجمة…ماذا تعرف عنه ؟

غالبًا ما يرتبط “Hyperacusis” أو ما يعرف احتداد السمـع، بدوار وطنيـن، فهناك قاسم مشترك بينها، إذ يصعب أحيانًا تحملها على الشخص الذي يعاني منها، كما يصعب على الطبيب اكتشافها، إذ نسجل أثناء احتداد السمع بعض ترددات لا تطاق؛ و هذا ما يجعل المصاب يستمع إلى أصوات وهمية عند شعوره بطنين الأذن  (Tinnitus).

يشبه نظام السمع في الأذن مثل نظام HI-FI الذي يبقى الأصوات وضحة و ذات جودة عالية، غير أن المصاب قد لا يسمع بأحدى أذنيه، ومن ناحية أخرى تكون جميع الأصوات عالية جدًا، و هذا ما يقصد بالصمم مع احتداد السمع، وهو إحساس مؤلم للغاية خاصة إذا كان الأشخاص الذين يحاوروننا يميلون إلى التحدث إليك بصوت عالٍ جدًا.

في الأذن الطبيعية، هناك مجال كامل بين نفخة وصوت إقلاع الطائرة، وهذا ما يسمى “المجال الديناميكي” للأذن، أي أن بين الصوت الخافت والقوي جدًا هناك أصوات مريحة.

فإذا كان الحقل مضغوطًا، فإن الأصوات تكون مضغوطة ومشوهة، تمامًا مثل أصابع القدم عند إرتداء حذاءً صغيرًا جدًا، فكل أصابع القدم مدسوسة في الحذاء، لكنها تسحق بعضها البعض، وقد يكون ذلك مؤلمًا للغاية.

Hyperacusis يجعل السمع غير مريح للغاية،ما يؤثرأحيانًا على الحياة اليومية.

فإذا كنا نخشى الضوضاء لدرجة إرتداء سدادات أذن، فقد حان الوقت لاستشارة طبيب الأنف والأذن والحنجرة قبل أن يكون لـ “رهاب الصوت” عواقب وخيمة على حياتنا.

فقد ننزعج من فرط السمع و الذي يصاحبه أحيانًا أكثر من الطنين و هو ما يرتبط به غالبا، فالإصابة بالصمم مع إحتداد السمع يجعل التلاؤم أكثر صعوبة لدى المصاب .

طنين الأذن: عاصفة تحت الجمجمة

يُعرَّف بشكل عام بأنه «إحساس سمعي في صورة “صفير” لا ينتج عن إثارة خارجية للأذن» ،حيث يظل طنين الأذن من الأعراض الغامضة ويصعب فهمه بالنسبة لأولئك الذين لا يتأثرون به.

و هنا وجب تمييزها عن الهلوسة السمعية وهي أحاسيس أكثر تكوينًا (الحوارات ، الموسيقى) الدالة على معاناة الجهاز السمعي، وإذا كانت الأذنان ترنان بعد حفل موسيقي مثلا، فليس لأن الموسيقى كانت جيد … في الواقع ،لأن طنين الأذن على تأثيرعلى سبعة أشخاص من كل عشرة يعانون من ضعف سمعي.

ear disease

إلى كل من يعاني من طنين الأذن

كل طنين له خصائصه و أشكاله : صفير، طقطقة الراديو، رياح ، نفث بخار من طنجرة ضغط ، حفيف أوراق الأشجار…

لذلك ينظر إلى طنين الأذن على أنه ضوضاء تلازم صاحبها، صبح مساء وحتى أثناء الليل.

فالطنين “حركة نبض” تدور في حلقة دائرية، هو سبب المعاناة، علاوة على ذلك يشتكي المصابون من درجات مختلفة من الشدة إلى مستويات لا تطاق، خاصة في الشارع، في الأماكن الصاخبة، الحفلات، وحركة مرور السيارات، المطاعم و المقاهي … فالمصاب يعيش في كرب دائم لأن تلك العوامل كافية لزيادة طنين الأذن.

و قد يرتبط الطنين بالدوار (مرض مينير)  لذلك من الضروري فهمه، و تجنب كل مسببات طنين الأذن و الأجواء التي تصم الآذان.

vertiges

تشخيص طنين الأذن

إن تشخيص ضعف في نظام السمع يؤدي بنا إلى التساؤل هل :

  • حدث طنين بالأذن ؟
  • أو يحدث طنين بالأذن ؟
  • أو هل سيحدث طنين بالأذن ؟

و علاوة على ذلك فإن لطنين الأذن :

  • “البعد الحسي” : نوع وخصائص طنين الأذن
  • “البعد المعرفي “: ما الذي يحفزه ؟
  • “البعد النفسي”: كيف سيتطور؟ (“أهل يتوقع المصاب الأسوأ” ، “أو يزعجه”.)

و باستثناء الحالات النادرة لطنين الأذن النابض “بسبب مشكلة في الدورة الدموية”، والتي يمكن للطبيب سماعها، لا يمكن لأي فحص سريري، مهما كان شاملاً تمييزه،  هذا ما يجعل الأطباء يطلبون من المرضى الذين يشكون منه ملأ استبيان يهدف إلى توصيف طنين الأذن لديهم، وهو استبيان تكون إجاباته حتمًا تحتوى عناصر نفسية : كالقلق، الخوف من تفاقم الأعراض، والاكتئاب، …

من هنا يمكننا الإستنتاج أن الطنين يرجع أساسًا إلى :

حيث لوحظ بعد إعادة عدة دراسات سريرية ، لم يتم التوصل إلى نفس النتيجة أبدًا.

ومع ذلك ، فمن المقبول عمومًا أنه ناتج عن فرط نشاط الخلايا العصبية، وهي عبارة عن كم هائل من النشاط الكهربائي تحدث في أي مكان في المسارات السمعية، من القوقعة إلى مراكز السمع، يدرك الدماغ هذا الكم من النشاط العصبي ويفسرها على أنها صوت حقيقي.

علاج الطنين

لا يوجد منتج دوائي معجزة حاليا في السوق.

لذلك، إنها في الأساس مسألة تحسين طريقة التعايش مع الأعراض ونوعية الحياة و محاربة الأرق والقلق والاكتئاب … يمكن حينها استخدام العديد من المؤثرات العقلية.

كما أن الأجهزة المصممة لإخفاء “ضوضاء الطنين يمكن أن يكون لها فعالية عند الكشف عنه.

أقنعة Acouphènes

سواء كانت مرتبطة بمعينات سمعية مكبرة أم لا، قد تصدر ضوضاء خلفية غير عدوانية بشكل دائم تغطي تقريبًا الضوضاء الخارجية، لذلك يمكن للمصاب الحفاظ على الحد الأدنى من ضوضاء الخلفية في المنزل (الموسيقى والراديو وما إلى ذلك) لنسيان طنين الأذن والنوم مع موسيقى الاسترخاء، والتي تجعل ضوضاء خلفية ناعمة جدًا،

العلاج بالطرق العقلية

العقل “يراقب”.

عند كل عطل، يطرح الدماغ أربعة أسئلة بشكل عفوي:

  • ما سبب الطنين ؟
  • هل هو أمر سيء ؟
  • هل سيستمر هذا الطنين؟
  • هل الآلام حقيقة ؟

ومع ذلك لا يوجد تفسير محدد لتقديم سبب طنين الأذن .

وبالتالي فإن Acouphène يخلق شعورا سيئا لمجرد ذكره، يشتبه أحيانًا في كونه من أعراض الورم أو السكتة الدماغية، فرضيات يمكن أن تؤكدها أشعة التصوير بالرنين المغناطيسي بسهولة.

كل هذه المخاوف، و بعد فترة من الوقت، قد يعتاد عليها  المصاب، و بالتالي لم يعد ذلك مزعجًا. ولهذا السبب إن مسألة القضاء على توطن الطنين، تكمن  حين أعتقاد المصاب الذي يعاني من أمر حياته. إنه مثل إنذار السيارة المضاد للسرقة الذي في كثير من الأحيان ينطلق الإنذار دون سبب… فلا شيء مخيف.

تعلم العلاجات السلوكية والمعرفية كيفية التعايش مع طنين الأذن و معرفة ما الذي يسببه، ذلك سيساعد المريض أيضًا على التفكير في الوقت الحاضر ومكافحة التوقعات، دون أن ينسى ممارسات أخرى مثل الرياضة والاسترخاء وما إلى ذلك.

ونادرا … بالطرق الغازية

وهي طريقة نادرة الإستخدام، تم تطويرها عند ظهور ظاهرة “العضو الشبح”( الطنين).

ولذلك فهي تنطبق على ما يسمى بحالات “عدم القدرة على الكلام”: بحيث يقوم الدماغ عند الشخص الأصم، بتضخيم كل ما يبدو أنه يأتي من جهازه السمعي، فيتم التغلب على هذا الموقف عن طريق تحفيز القوقعة كهربائيًا لخلق إحساس أقل اضطرابًا، بتقنية مستخدمة في غرسة القوقعة الصناعية *.

ما هو الحل ؟

anti acouphene

غالبًا ما يرتبط الصمم مع الطنين، بحيث يتم العلاج إما عن طريق التدخل الجراحي أو في كثير من الأحيان من خلال إرتداء المعينات السمعية، حينها لم يعد طنين الأذن إشكالا كبيرا، وسوف يبذل جهدًا أقل لفهم الحديث، و تختفي الضوضاء المحيطة بالطنين.

الطنين قد يدفع إلى الجنون

الطنين مزعج، و قد يدفع إلى الجنون .

كمال العباسي

شغفي بالصحة السمعية غير متناهي، فكلما غصت فيه زادت رغبتي في اكتشاف المزيد و مشاركتكم اياه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى