الصحة السمعية

الأذن ومبدأ السمع

تعتبر الأذن العضو الأساسي للتواصل، بحيث يتيح السمع التواصل بين الأشخاص ويضمن ربط علاقات مع الآخرين، كما أن الأذن هي الدعامة الفكرية وأداة للتآلف وتحقيق الذات، بحث تلعب دورا أساسيا في قدرتنا على تحديد موقعنا وسط العالم المحيط بنا (أو ما يعرف بالمرجع المكاني والزماني).

إن إدراك الصوت واللغة أمر ضروري لحصول الفهم، و يؤدي فقدان أو نقص السمع إلى ضعف التواصل مع الآخرين ويصبح مصدر إزعاج اجتماعي. وينطبق الشيء نفسه على طنين الأذن و احتداد السمع (الحساسية الشديدة للأصوات).

الاستماع هو إدراك الأصوات

نتلقى الأصوات على شكل أمواج يمكن تشبيهها بدوائر متحدة المركز مثل تلك التي تتشكل على سطح الماء بعد رمي حجر، وبشكل أكثر واقعية الصوت هو اهتزاز جزيئات الهواء التي تلتقطها الأذن وتتحول إلى نبضات عصبية، ومن ثم يتم نقلها إلى الدماغ وفك شفرتها وتحليلها، كما يتم قياس شدة الاهتزاز (جهارة الصوت بالديسيبل)، ويقاس ترددها بالهرتز(هرتز)، بحيث كلما ارتفع الصوت زاد تردده (كلما زادت الاهتزازات في الثانية).

هل تعلم أن ؟

الخبراء يتوقعون حدوث ما بين العديد من حالات الصمم في السنوات القادمة، مع شيخوخة مبكرة للأذن بسبب الضوضاء أكثر من” 120 ديسيبل” يؤدي هذا إلى تدمير الخلايا الشعرية والخلايا العصبية و خسائر لا يمكن تداركها.

الأذن

يتألف الجهاز السمعي من ثلاثة أجزاء:

anatomy oreille

مستشعر الصوت

الأذن الخارجية هي الجزء الوحيد الذي يتصل مباشرة بالخارج، وتتكون من جناح وقناة سمعية، وهو عبارة عن هيكل بسيط لنقل الأصوات إلى طبلة الأذن، يلتقط الموجات الصوتية التي تنتقل إلى الأذن الداخلية.

ميكروفون

تلعب الأذن الوسطى دور الحماية وناقل الحركة الميكانيكي، بحيث تنتقل اهتزازات طبلة الأذن، التي تعمل بمثابة الميكروفون، إلى سلسلة العظيمات (المطرقة والسندان والرِّكاب) وتقوم بتمريرها إلى النافذة البيضاوية، وهي مقدمة القوقعة.

“موالف أمبير”

في الأذن الداخلية توجد آليات الإدراك، مملوءة بالسوائل، تتكون من مجموعتين من الأعضاء: القوقعة، وهي قوقعة الحلزون تحتوي على الخلايا الشعرية (حوالي 15000)، والدهليز، وهي قنوات دائرية تشكل عضو التوازن، تعمل الاهتزازات التي تنتقل إلى النافذة البيضاوية على تحريك الوسط السائل الموجود في القوقعة، و يؤدي ضغط السائل الداخلي بدوره إلى تحريك أهداب الخلايا الشعرية.

هذه الخلايا، هي نوع من الطحالب التي تتموج تحت تأثير الاهتزازات، و تعمل على تضخيم الاهتزازات الصوتية واختيارها حسب التردد، من الأدنى إلى الأعلى، بحيث تقوم بتحويل الطاقة الميكانيكية للموجات الصوتية إلى نبضات عصبية، كما تتولى 50.000 ليف عصبي بنقل هذه النبضة إلى القشرة الدماغية،

و يتم تنفيذ هذه العملية في زمن وجيز يبلغ 20 جزءًا من الألف من الثانية.

الخطوة الأخيرة: يقوم الدماغ بفك تشفير الرسائل الواردة وتفسيرها، كما يؤدي التعرض لفترة طويلة جدًا لمستوى ضغط صوتي مرتفع إلى تغيير الخلايا الهدبية المسؤولة عن اضطرابات الإدراك السمعي، قد يؤدي إلى إتلافها بصورة فجائية أو تدريجيًا، فإنها لا تقوم بعملها كمضخم أولي.

يجب أن ندرك جيدا أنه في حالة تلف خلايا الشعر، فإنها قابلة لتجديد نفسها وبالتالي فإن أي تلف لها لا يمكن علاجه، عند ظهور العلامات الأولى التي تؤدي إلى طنين في الأذنين، لا يجب التردد لحظة في استشارة طبيب الطوارئ.

كمال العباسي

شغفي بالصحة السمعية غير متناهي، فكلما غصت فيه زادت رغبتي في اكتشاف المزيد و مشاركتكم اياه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى